عكا

نظير الشمالي … حوار هاله نمَّر

من فوق أسوار هذه المدينة العتيقة على ساحل شاطىء المتوسط شمال غرب البلاد، يمتد البحر أمامك حاضرًا بكل ما يغازلك به من وعودٍ بالآتي، بانتفاء الحدود، بالعودة من أقاصي الأرض، بالفرح وزغاريد النساء الحبْلَى بزهر الحنُّونة والزعتر الجبلى، بأغاني البحَّارة التي سقطت من الذاكرة؛ وللمفارقة التي تثير في الروح شجنًا قديمًا وطازجًا في الوقت نفسه، يتحول هذا البحر الذي ركب أمواجه القاصون والدُناة/الدانون، إلى جدار كالجدار، يصدُّ أحلام التوَّاقين إلى اعتلاء فلائك الصيد القديمة ونشر قلوعها، وهى تشق أزرق لم يجف لاجتلاب الرزق ولآلىء البحر، وطرح شباكها المطويّة التي مازال يغويها البريق والغوص. تذكّرتُ "حليمة" و"محفوظة" وجميع هؤلاء المتناثرين على الضفاف الأخرى للبلاد؛ حيث إنهم مذ اقتلاعهم من المكان لايعرفون عن البحر سوى صدى أمواجه والحكايات؛ فعند انكسار الموج على شواطىء عكا، عند الحد الفاصل بين الأرض المحتلَّة والأفق المُكبَّل، تطال يديك صدفاته المبلّلة الملونة بأطياف المكان وهواجس البشر، وبعض ما قُسِم لك من السمك الذي شاركك الخبز، عند الشاطىء الشرقي للمتوسط، ظهرك لمدينةٍ -وإن هزمت نابليون- ترزح تحت أغلال احتلال يجرِّف الهوية، وعيون تتطلَّع من محاجرها إلى اللانهائي من الاحتمالات، تختلط المشاعر وتتضارب حينًا، وتستكين في أحيان أخري؛ فتظل تتنازع بين الحضور والغياب.

أكمل القراءة »

نجح ظاهر العُمَر الزَّيداني خلال أربعين عامًا (1710-1750) في السيطرة على كل الجليل الذي تبع إداريًّا لوالي صيدا. فبدأ منذ عشرينيات القرن الثامن عشر باتخاذ خطوات مدروسة ليصبح حاكمًا لشمال فلسطين، وصاحِب الاحتكار الوحيد لتجارة القطن وتسويقه للتجار الفرنسيين، وكانت خطوته الحاسمة في أربعينيات القرن الثامن عشر عندما استولى على عكا، وامتدَّ حكمه ليشمل المدن التي بناها ونمَّاها بسرعة، (طبريا، الناصرة، حيفا وعكا)، وعمل على تحويلها من قرىً صغيرة إلى مراكز حضرية وتجارية واعدة. وما تزال آثاره حاضرة في الوجدن الشعبي الفلسطيني، ولذا، يمكنني وصف فترة حكمه بفترة "العصر الذهبي" لفلسطين.

أكمل القراءة »

التراث المعماري العُثماني في عكا

   يُعتبر التراث المعماري جزءًا مهمًّا من التراث الثقافي، ويلعب دورًا رئيسًا في الحفاظ على هوية الشعوب، وفي الشهادة على تاريخهم وحياتهم على الأرض. لذلك كان من الضروري الحفاظ على الموروث المعماري الفلسطيني وإبرازه خلال حقب التاريخ المتعاقبة ولاسيما الحقبة العثمانية كونها آخر حقبة إسلامية قبل تأسيس دولة الكيان الصهيوني، وتركت كثيرًا من المباني والمقدسات والمواقع الأثرية في فلسطين التي كانت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية قرابة خمسة قرون.

أكمل القراءة »